روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | *ثبات أم محمد*

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > *ثبات أم محمد*


  *ثبات أم محمد*
     عدد مرات المشاهدة: 2339        عدد مرات الإرسال: 0

هذه قصة أم محمد غفر الله لها ولجميع المسلمين والمسلمات.

القصة رواها الشيخ إبراهيم الزيات وهو الذي وقف عليها وقد نقل أحداث ما قبل الحادث من السائق نفسه وسيأتي.

أسأل الله أن يعينني لكتابتها ويوفقني في حياتي.

قال الشيخ حفظه الله:

خرجوا معلمات يردن مدرستهن مع الباص وكانت المدرسة خارج المدنية -الدمام- وكان خروجهم قبل الفجر، فبينما هم كذلك وقد كان عددهن ١٠ معلمات، إذ طلبن المعلمات-غفر الله لهن- من السائق أن يشغل لهم الأغنيات، فقالت أم محمد: إتق الله لا تشغل الأغاني.

فقال السائق: أنتي واحده والذين يريدون أكثر منك.

قالت أم محمد: إتق الله لم أسمع الأغاني قط، وأنا لا أريد أن أغضب الله عز وجل.

فما كان من السائق إلا أن أستجاب للمعلمات وشغل الأغاني، فبينما هم كذلك إذ بالمعلمات غفر الله لهن يرقصن.

فغار الجبار جل جلاله وغار من بيده ملكوت كل شيئ فبأمره وبقدره أصبح الباص في حالة غير متزنة فهو لم يكن مستقر في حركته إذ به يتراقص مع رقص المعلمات فيميل تارة لليمين وتارة لليسار فيتجه للرصيف فيرجعه السائق للناحيه الثانية، وفجأة يصطدم بسيارة كبيرة، فتذهب كل قطعه من السيارة في جهه...

فإتصل بي أحد الشباب من الذين كان على مقربة من الحادث، فقال تعال يا شيخ ساعدنى فيه حادث مروع وكان قريب من السكن الذي كنا نسكن به أيام الجامعة، فوصلنا فشاهدنا مشاهد مخيفة مشاهد تحزن القلب.

العورات قد ظهرت، هنا تجد يد قد تمزقت، وأخرى تجد رأس وأنفها في الطرف الآخر، وهناك تجد فخذ إمرأة وجسمها هناك، وآخرى لم نرى منها إلا جزء بسيط جزء من صدرها ومن عورتها أجاركم الله، غطينا من نستطيع تغطيته، فبحثنا فلم نجد ولا واحده من الأخوات على وجه الحياة، ومصداق هذا قوله تعالى {وجاءت سكرت الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}.

هذا الذي رأيناه فتقطعت قلوبنا مما رأيناه فبحثنا في كل مكان ورأينا السائق فقلت تعالو يا شباب السائق حي هنا علنا نلقنه الشهادة عله يشفع لنا، فوالله يا إخوان إني أنظر إليه والدماء تخرج من فيه كأنها نافوره كأنها نافوره يا إخوان، فحاولت رفعه وإسناده على ركبتي، وضربت على صدره ضرب خفيف حتى ينزل الدم فنزل.

فقلت له: يا أخي قل لا إله إلا الله هذا الموت ردد لا إله إلا الله وأصبر وأحتسب.

فوالله أنه بكى، بكى يا إخوان تلقائيا، فقلت له: يا أخوي هل هناك من أحياء، فقال: لا أعلم، وكان الباص قد وقف على طرف رجليه.

فحاولت أن أجعله يردد معي فما ردد ولكن قال أعرف أن الله عز وجل قادر أعرف أن الله عز وجل قادر، هذا الذي ردده، فسألته يا أخي ما الأمر.

قال: يا شيخ أسألك بالله ستجد شابه صالحه فإن وجدتها فأبلغها مني السلام فسألها أن تستغفر لي فأنا السبب.

ما تمالكت نفسي وأنا أسمع الكلمات قلت أين هي، قال: موجودة فأبحثو عنها أسأل الله أن يرحمها قل لها تسامحني كنا كذا وروى لي القصة ولكن بصوت متقطع -ما حدث في الباص-

فقلت له أين هي فقال موجودة أبحثو عنها فتركته وذهبت عنه قليل فقالو لي الشباب الرجال يطلبك الحل وفاضت روحه إلى الله.

فبحثنا فلقيت واحده منهن وكان وضعها مزري قليل مكسرة من كل مكان حتى أن صدرها وسوئتها قد تعرت غطيناها ولله الحمد فحاولنا تذكيرها.

قلنا لها يا أخيه أنت في وضع لا يعلمه إلا الله قولي لا إله إلا الله إستغفري الله، ردت علي بكلمه واحدة

قالت: أقلب وجهك يا مطوع.

قلت: قولي لا إله إلا الله.

قالت: ما أبي....إنقلع.

قلت: قولي لا إله إلا الله.

فهزت رأسها -أن لا-

فتركتها حاولت تذكيرها ما إستطعت، وبقي الشباب يتلون شيئ من القرآن عندها، فبحثت وبدأ يظهر نور الفجر فوجدت الفتاة وكانت بعيده عن الباص، حوالي تسعة أمتار تقريبا.

وصلت إلى الفتاة ووضعت يدي على رأسها لأرى حرارتها هل هي حية أم ميته جئت إليها ولا أرى إلا أثر الضربات الدماء على العباءة.

والله يا إخوان، كأنما لفها الله بعبايتها فأنزلها على جنب الطريق، ما رأينا بياض ولا سواد كل الشباب إجتمعوا، والله يا إخوان إنهم بين ذاكر ومسبح وذاكر، سبحان الله من حفظ هذه الفتاة من بين تسع فتيات، هذه الوحيده التي حفظت... هذه الوحيده التي يفرح الإنسان بها، فوضعت يدي عليها، فقلت يا فلانه قولي لا إله إلا الله، فبكت رحمها الله... بكت.. وقالت: إتق الله وأرفع يدك عني، لأني ضعيفه ومسكينه تستبيح جسدي أرفع يدك عني.

قلت يا أخيه أنت ستموتين.

قالت والله الموت أحب إلي من أخون أبو محمد وهو في بيته... نعم والله يا أحبه هذه كلماتها..  ماذا أقول أبكي، ماذا أقول...، ماذا أقول أدعو، أخفف عنها الألم، ثم وضعت يدي مره أخرى فقلت يا أخيه أبشري بالخير الله موجود، الله لن يتركك، قالت أبشرك أنا على خير لكن لا تحط يدك على جسمي.

رفعت يدي وجلست أذكرها بالله، والله يا إخوان ما سمعت منها إلا سبحان الله، والحمد لله والله وأكبر.

تركتها قليلا حتى تهدأ، فوصل الإسعاف بحثوا ما وجدوا قلت هذه حيه، والله يا إخوان تعجبو كل الإخوان بدأوا يهللون، لا إله الإ الله هكذا خرجت من الحادث قلت والله ما قربت جسمها أبدا، هكذا خرجت من الحادث، متسترة ماظهر بياض منها فرجعت مرة أخرى وقلت يا أخيه الإخوان سيحملونك، قالت لا يرحم والديك.. لا لا أحد يقربني ماذا أقول لله تعالى عن جسمي لو لمستوه بالحرام، قلت يا أخيتي ستموتين، قالت الموت أرحم، يا أخي لا تحط يدك على جسمي أنا حرة لا تحط أيدك على جسمي، قلت يا أخيه ستموتين قالت الموت أرحم

تركناها حتى أغمي عليها، شالها الإخوان ركبت معها في السيارة أنا واثنين من الشباب وصاحب الإسعاف.

وصاحب الإسعاف يقول هذي صالحة لا تخاف عليها.

قلت ما من خوف لكن حالها يجعل القلب يتفطر.

فجلست على رأسها أقرأ شيئا من الآيات.

والله يا إخوان إني أسمع منها كلمات أحفظها إلى الآن وكأني أرى المنظر أمامي.

في ذلك اليوم مع بدو فجره لا نرى منها شيئا والله لم أرى منها شيئ أبشركم أنها صالحة وستعلمون الآن ماذا ختم لها به.

ما إن وصلنا ونحن في الطريق وهي تردد: اللهم إنك تعلم أني ضعيفه يالله ان ترحمني اللهم إنك تعلم أني ضعيفه يالله ان ترحمني وتردد لا إله إلا الله.

وصلنا المستشفى أخذنا المرأة حُملت وضعت على السرير، قال الدكتور المرأة إن نجت فتلك منة من الله تعالى حسب ما ذكر لنا.

قلت: لماذا، قال: يكاد أن تكون الكسور عامة لجميع الجسم.

لا تنسون يا إخوان أن الباص قد قذف بها من مسافة بعيدة فإستلقت على الأرض بكل قوتها

ذكرناها بالله فبكت رحمها الله تعالى، قالت أسألكم بالله من يستطيع أن يصل ألى أبو محمد فيفعل أريد أن أودعه وان ألقي عليه السلام.

صددت عن المرأة وأنا أبكي ماذا أقول والشباب من حولي أصبر وأحتسب يا فلان قلت مثل هذه والله نفتخر بها، نفتخر بها مثل هذي فوقفت على رأسها.

لما خرجت ومعي الدكتور ومعي الاخوان لعل الله عز وجل أن ينقذها بدأت نبضات قلبها تسرع وبدأ التنفس يضيق ننتظر حتى يصل زوجها في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا وصل الزوج دخل المستشفى وهو يردد، أين العفيفة أين الصالحة أين الؤمنة أين القائمة يا اخوان أنتم ما تدرون والله ثم والله أنها ما تترك قيام الليل أبدا، والله لا تخلد إلى فراشها إلا بعد أن تقوم لله ما شاء الله لها.

قلت تعال معي فأمسكت بيده ومسحت على صدره وقلت أصبر وأحتسب هذا أمر الله هذا أمر الله يعلم الله أني أنا بحاجة لمن يصبرني وصبرت الرجل.

رأيت منظر من أروع المناظر التي ما رأيتها في حياتي رأيت منظر يجعل والله أصحاب القلوب تتحرك دخل الرجل فأتى إليها ثم سلم فردت السلام، فقالت أقرب أقرب يا أبو محمد ودي أودعك فقرب الرجل أمسك بها ثم ضمها إلى صدره ضمها إلى صدره ضمة المحب لحبيبته.

وقال يا أم محمد أبشري أنتي على خير، قالت يا أبو محمد لا تظن أني أخاف من الموت أنا ما أخاف من الموت لكن أمانة أولادي الصغار إن سألوا عني فأخبرهم أني أنتظرهم بإذن الله في الجنة.

تركها زوجها قليلا ثم عادت فقالت يا أبو محمد أسألك بالله سامحني سامحني فالله يعلم أني ما خنتك والله يعلم أني ما قبلت أحد منهم أن يضع يده على جسمي.

فتكفى يا أبو محمد لا تروح وأنت غاضب فأخشى أن الله يمنعني من الجنة يا أبو محمد وهي تبكي ثم ضمها مرة أخرى إلى صدره فقال أبشري يا أم محمد أنت العفيفة أنتي المصلية الذاكرة قالت اللهم اللهم يا رب السموات أسألك يا إلهي أن تحسن خاتمتي وأن ترعى أولادي فوالله ما أملك من الدنيا أغلى منهم، ثم ضمها إلى صدره مرة أخرى والله إني أرى الموقف يا إخوان وأرى دموعه تنهمر وهو يبكي يتحسر ثم ضمها الثالثة وبكى والله حتى أبكانا قال يا أم محمد الله يعلم أنك تصومين وأنك تقومين فأبشري والله الذي لا إله غيره إني أشهد لك بالجنة فكنتي نعم المرأة فبكت رحمها الله تعالى ثم قالت يا أبو محمد يا أبو محمد أقرئ أولادي مني السلام والله أني في خير وأرى أناس قد أقبلوا علي فلا تحرمني لذة الجنة يا أبو محمد يا أبو محمد لا تحرمني لذة الجنة.

فبكت رحمها الله بكاءاً عظيما ورددت اللهم أغفر لي وأرحمني... اللهم إنك تعلم أني ما خنت ولا عصيت فأرحمني ويا ربنا عهدتي الأولاد وأبو محمد، فاضت روحها يا إخوان وهي تردد لا إله إلا الله فاضت روحها يا إخوان وهي تردد لا إله إلا الله، موقف في حياتي ما رأيته... هذا الموقف والله لو تأمل كل واحد منكم كيف نفارق الدنيا بذنوبنا ماذا نقول هذه إمرأة خرجت بلا إله إلا الله أنت كيف ستخرج.

من الدنيا فاضت روحها يا إخوان وهي تردد لا إله إلا الله كم من لسان سيتعثر عند سكرات الموت.

كم من روح ستتردد حين خروجها هذه خرجت والله قد رحمها.

والله إني أرآها وهي تبكي مشتاقه إلى الله أما نحن فنشتاق إلى من.

خرجت المرأة وهي تردد لا إله إلا الله والشباب نقف على رؤسهم ونردد لا إله إلا الله.

أحدهم يتفل على وجيهنا والثاني يسبنا والثالث يغني والرابع يسب الله جل جلاله، كيف يكون لقاءه مع الله تعالى هانت عظمة الله في قلوبنا فهنا عند نظره هانت عظمة الله عند قلوبنا فقبض أرواحنا ملعونه.

ولكن والله إنه عبرة وعظه إن كانت نفس خاتمة أم محمد فأتق الله، في سرك وفي علنك والله إني أذكر ونحن نحملها تبكي تقول أتق الله نزل يدك أتق الله نزل يدك هذه إمرأة صالحة... ماتقول من خلعت الحجاب ما تقول من فتنت الرجال لكن أسال الله أن يرحمنا ويرحمهم

وأسأل الله أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأن يحشرنا بها مع الحبيب صلى الله عليه وسلم.

أسأل الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتك وأن يحسن خاتمتة الجميع رجالا ونساء والله أعلم

وهذه القصة بإختصار قام بكتابتها فريق موقع كلمات الدعاة

الكاتب: أبو علي.

المصدر: شبكة الصوت الإسلامي.